سمو الشيخة زين بنت خالد بن عبد الله آل خليفة
رئيس مجلس الأمناء

 

تغرس برامج مؤسسة المبرة الخليفية، قيم التطوع وخدمة المجتمع البحريني لدى جيل الناشئة والشباب، بما يعد إستثماراً في المستقبل، وتعزيزاً لدور جيل الشباب في الحياة الاجتماعية والعمل الإنمائي.

فللعام الثامن على التوالي، أطلقت “المبرة” برنامج رايات للمنح التعليمية في درجة البكالوريوس للعام الجاري 2018م، والذي يجمع بين التعليم وبين تنمية مهارات الشباب البحريني علمياً ومهنياً، فيما نفذت المؤسسة بنجاح مؤخراً، برنامج “إثراء” للعام الثاني، والذي يوفر تجربة تعليمية وتطوعية تجمع بين البرامج البدنية والفكرية والمهارية والاجتماعية في إطار من المتعة والترفيه.

إن الرابط المشترك بين برامج المبرة الخليفية يتمثل في الارتقاء بالناشئة والشباب، وغرس ثقافة التطوع في نفوسهم، بما يتوافق مع قدراتهم وإمكاناتهم، ويخرج أقصى الطاقات الموجودة لديهم، ويدفعهم في نفس الوقت نحو المزيد من المشاركة التطوعية.

وباعتقادنا، إن العمل التطوعي للشباب، لا يعزز دورهم في المجتمع أو ينهض بالمجتمعات في شتى جوانب الحياة وحسب، بل يعتبر مطلباً من متطلبات الحياة المعاصرة التي تتسم بالتطور السريع في المجالات كافة، وتزايد الاحتياجات الاجتماعية. ولعل خير شريحة مجتمعية بامكانها أن تصنع ذاتها وتقوم بدور ملموس في المساهمة بتلبية هذه الاحتياجات هم فئة الشباب.

وبالرغم من أن جيل الشباب هم القادرين على البذل، باندفاع وحماس، في العمل التطوعي والخدمي، تصل به إلى حد الإبداع، إلا أن الحياة الحديثة ساهمت في عزوف نسبة كبيرة من الشباب عن العمل التطوعي، وهو ما دفعنا إلى الوقوف في ميدان التطوع، وتنفيذ برامج تطوعية وتعليمية تناسب هذا الجيل الباحث عن المتعة والبطولات في آن.

إن برامج المؤسسة الخليفية تعمل على تعزيز الإنتماء للوطن والمجتمع، من خلال أنشطة إبداعية خلاقة تجذب شرائح الناشئة والشباب، وتعزز لديهم الشعور بالمسئولية وفق الاعتبارات الدينية والإنسانية، بما يدفعهم للارتقاء بأنفسهم وخدمة مجتمعهم ووطنهم.

ولا تظهر قيمة العمل التطوعي لمؤسستنا، أو ما نوفره من الفرص التطوعية للشباب في تعزيز هذا الإنتماء الوطني لديهم فقط، بل فيما يحققونه أيضاً من قدرات متنامية، ومهارات شخصية علمية وعملية متزايدة، من خلال مشاركتهم في خدمة المجتمع، وإعطائهم الفرصة لإبداء آرائهم وأفكارهم وطرح الحلول.

إضافة إلى ذلك، فإن العمل التطوعي والعطاء يعطيان الشاب طاقة وتفكير إيجابيان، ويساعدان على تحسين النفسية والشعور بالرضا للمتطوع.

وبرأينا، فإن العمل التطوعي أو الخيري أو الإنساني، الذي يرتكز على البذل والعطاء وحب الخير، هو أمر مفطور عليه الإنسان، ولكنه ينمو مع وجود البيئة الملائمة لذلك، وفي العهد الإصلاحي المزدهر، تتوافر هذه البيئة المناسبة، لإطلاق العمل التطوعي لدى جيل الشباب.

وتسعى مؤسستنا إلى أن تكون رائدة في توفير الفرص التطوعية، التي تسهم في تعزيز القيم الأخلاقية ومفاهيم الإيجابية والتطوع وخدمة المجتمع، مع شغل أوقات الفراغ في أنشطة مفيدة للبدن والروح والعقل، وبناء شخصية الشباب البحريني، بالعلم والمهارات التي تجعله مواطناً ناجحاً ومتميزاً.

وكل عام وأنتم بخير.